ماذا تفعل في 10 دقائق
ماهو الزمن ؟
الزمن الذي فرط فيه البعض وأضاعه البعض ولم يعرف أهميته إلا القلة القليلة !!
الزمن كالمال كلاهما يجب الحرص عليه والاقتصاد في إنفاقه وتدبيرأمره ..وإن كان المال يمكن جمعه وادخاره بل وتنميته فإن الزمن عكس ذلك ,فكل دقيقة ولحظة ذهبت لن تعود إليك أبدآ ولو أنفقت أموال الدنيا أجمع .
وإذاكان الزمن مقدرآ بأجل معين وعمرمحدد لايمكن أن يقدم أويؤخر,وكانت قيمته في حسن إنفاقه-وجب على كل إنسان أن يحافظ عليه ويستعمله أحسن استعمال ولايفرط في شيء منه قل أوكثر .
ولكي يحافظ الإنسان على وقته يجب أن يعرف أين يصرفه وكيف يصرفه ؟!وأعظم المصارف وأجلها طاعة الله عزوجل ,فكل زمن أنفقته في تلك الطاعة لن تندم عليه أبدآ,وإن كان هناك ندم فهو ندم على عدم التزود من تلك الخيرات والحسنات..فحدد أخي القارئ هدفك,وأخلص النية ,وابدأبالحرص على وقتك واحذر أن تضيع دقيقة منه ..وابدأ بهذه العشرالدقائق ..
أخي الكريم\ أختي الكريمة
اخترت عشر دقائق لسهولة تطبيقها في جدول الإنسان اليومي ثم يبدأيترقى في عمل الطاعات حتى تستغرق يومه كله بحول الله وقوته ,فإن هذه العشر الدقائق بداية تربية وإلزام للنفس ,وفيها امتثال لقول الرسول صلى الله عليه وسلم أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ).رواه مسلم .
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى معلقآ على هذا الحديث وفيه الحث على المداومة على العمل ,وأن قليله الدائم خير من كثير ينقطع ,وإنما كان القليل الدائم خيرآ من الكثير لأن بدوام القليل تدوم الطاعة والذكر والمراقبة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق سبحانه وتعالى ,ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافآكثيرة).شرح صحيح مسلم للنووي 6\402
وسأمثل لكم نعمة استثمار هذه العشر الدقائق في عمل صالح وليكن تسبيح الله عزوجل مائة مرة .فمعنى هذا إذا داوم على ذلك أن يسبح الله عزوجل في العام 36500مرة .وحاسب نفسك أخي الكريم وأختي الكريمة :هل تسبح
الله هذا العدد في عام إلا إذا داومت على الذكر واستفدت من أوقاتك ؟
أما بالنسبة لقراءة القرآن في هذه العشر فإنك إن داومت ستختم القرآن كل شهرين .فهل هذا في حياتك الآن ؟!
واسأل نفسك :متى ختمت القرآن في غير رمضان مثلآ؟!
ولايشترط أن تكون هذه العشر الدقائق في اليوم مرة واحدة ,بل ربما يكون لديك بعد الفجر متسع أو في الضحى أوبعد صلاة الظهر أو العصر أو قبل النوم وهكذا ..ولورتب الإنسان أن يحفظ كل يوم آية واحدة فقط من كتاب الله عزوجل لحفظ القرآن كاملآ في ثماني سنوات فقط .
*وأكثر الأعمال التي ذكرت متعلقة باللسان ..وحرصت على ذلك حتى لايكون هناك مجال للتكاسل والضعف ..فباللسان تستطيع أن تعمل وتفوز بالأجر في كل وقت وعلى كل حال دون النظر إلى حالة الإنسان المادية أوالجسدية أوالعقلية ,إضافة إلى أن قلة الوقت (عشر دقائق )في خضم صعوبة الحياة تجعل الإنسان يقتصر على بعض الأعمال ومن أراد أن يسعى إلى الله فأبواب الخير مشرعة ,ويجعل أيامه بل وعمره كله عشر دقائق ,فيستثمر تلك الفرص ويستكثر من الطاعات في سنوات عمره التي هي خير له إن أحسن فيها واستثمرها كما في الحديث عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلآ قال :يارسول الله ,أي الناس خير ؟قال من طال عمره وحسن عمله )قال :فأي الناس شر ؟قال من طال عمره وساء عمله ).رواه مسلم .
إنها فرصة مقدمه إليك ...عشر دائق تتذوق فيها حلاوة المداومة على العمل وتكون خطوة لتنظيم الوقت والاستفادة منه..حتى تصبح حياتك كلها ذات فائدة موافقة لقول الله عزوجل ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))
قال ابن القيم رحمه الله :وبالجملة ,فالعبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد غب إضاعتها يوم يقول الله عزوجل :( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ).
..كتبته من كتيب ماذا تفعل في 10 دقائق لعبد الملك القاسم \دار القاسم ..